الحملات الصليبية

الحملات الصليبية

.

لما بدا للكنيسه أن ما قامت به لم يكفل لها بلوغ الغايه في مقاومه المد الإسلامي فكرياً و حضارياً، اتجهت نحو إثاره العامه ضد المسلمين، و شد أزرها في هذا بعض النبلاء و الحكام الطامعين في كنوز الشرق و خيراته، واعدت الكنيسه حملات مسلحه لتعبر البحر المتوسط لمهاجمه المسلمين في الشرق تحت ستار حمايه الصليب، و انقاذ القبر المقدس من أيدي البرابره المتوحشين، أي المسلمين، كما كانت تعبر عنهم الكنيسه

هل تعلم لماذا سميت هذه الحروب بالصليبية ؟

 

لأن الصلبان و زعت على الحاضرين في مجمع كلرمونت سنه: 1095 م

ماذا تعرف عن مجمع كلرمونت سنه: 1095 م ؟

هو المجمع الذي ألقى البابا أوريان الثاني موعظته التي حث فيها العالم المسيحي على الحرب، لتخليص القبر المقدس من المسلمين، و وعدهم بأن تكون رحلتهم إلى الشرق غفراناً كاملاً لذنوبهم، كما وعدهم بهدنه عامه تحمي بيوتهم في أثناء غيبتهم.

فكانت هذه الموعظه التي ألقاها ألقى البابا أوريان الثاني الشراره التي أشعلت نار الحملات الصليبيه التي استطاعت أن تحتل منطقه الشام، و تدخل القدس، و ترتكب من الجرائم البشعه ما لايصدقه عقل، إذ قتل نحو سبعين ألفاً من المسلمين في المسجد الأقصى، ما بين رجل و أمراه و طفل، حتى خاضت الخيول في دماء الشهداء.

فاستمرت أكثر من ثلاثة قرون ضد الإسلام والمسلمين- أبيدت الملايين ودمرت القرى والمدن ، وهدمت المساجد والمعابد، وكانت تبقر بطون الحوامل لإخراج الأجنة ثم حرقها بعد ذلك في ضوء الشموع والمشاعل .

وقد ظهرت البغضاء الكامنة في قلوب المسيحيين بعضهم لبعض بوضوح في أيام الحروب الصليبية

فعلى الرغم من وحدة غرضهم و هو القضاء على المسلمين وعلى الرغم من موجة التحمس الديني إلى سادت أوروبا في ذلك الوقت فان سيرتها من أولها لنهايتها تدل على انعدام الإخلاص

وأول ما يدل على ذلك هو تغرير إمبراطور القسطنطينية بحملة بطرس الناسك و عمله على التخلص منها لما كانت تتطلبه من تموينات وما كان سيلازم بقاء ثلاثمائة ألف محارب من اختلال في الأمن في عاصمة ملكه فسهل لهم القبور إلى الضفة الأخرى من البسفور فكانوا لقمة سائغة ابتلعها السلجوقيون بدون مشقة إذ أبادوا الحملة عن آخرها .

فبما نفسر عمل الإمبراطور الذي أخذ يستغيث بمسيحيي أوربا لإنقاذه من السلاجقة حتى إذا خفوا لنجدته عمل على التخلص منهم فكان من أسباب هلاكهم و الغدر .؟

و من أظهر الأمثلة على انعدام الإخلاص بين المسيحيين بعضهم على بعض قصة الحروب الصليبية الثالثة فقد أدى الخلاف بين ريتشارد قلب الاسد ملك إنجلترا و بين فيليب أغسطس ملك فرنسا على عودة ملك فرنسا على بلاده و ترك ريتشارد وحيداً ليحارب صلاح الدين و زاد الطين بلة أن فيليب اخذ يدس الدسائس لريتشارد بالاستعانة ببعض ملوك أوربا كما أخذ أخوا ريتشارد في إنجلترا يعمل لاغتصاب العرش منه و كان من جراء ذلك أن حرم ريتشارد ثمن انتصاراته و اضطر على العودة و إلى عقد صلح مع صلا ح الدين .

و ليت الأمر اقتصر على هذا فان هذا الفارس الصليبي المغوار الذي أحرز انتصارات عظيمة في الشرق لقي من المسيحيين جزاء سنمار . فبدلاً من أن يحتفلوا به و يكرموه كبطل من أبطالهم قبضوا عليه و سجنوه .

أضف تعليق